الجمعة، 13 يوليو 2012

أصدر هذا حقا عن النبي؟ :o



في وحدة من الصفحات المحسوبة على الملحدين التوانسة لفت نظري بيبليكاسيون متاع حديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم و نصه : قال النبي صلى الله عليه وسلم" لما أسري بي إلي السماء: فصرت إلي السماء الرابعة سقط في حجري تفاحة, فأخذتها بيدي, فانفلقت, فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها: تكلمي, لمن أنت ؟ قالت: للمقتول شهيدا عثمان."
و تحت الحديث كتب أدمين الصفحة فيم معناه " كيفاش قوم عندهم عقل يصدقون من يقول لهم أنه طار في السماء والرابعة زادة و تفاحة تفلقت وخرجت منها مرأة تتكلم و قالت أنا لعثمان , ذكرني هذا بكوميكات ديزني و قصص علاء الدين, كيفاه الناس ما تصدقش إنو محمد هذا ينجم يكون متوهم و صاحب أمراض نفسية كالهلوسة . انتهي كلامه .
قبل ما نبد نحكي في تفاصيل نحب نبين أنو هذا المقال تكتب في شكل ثنائية بين المدونة ميرامار وأحد الدارسين بالأزهر الشريف وهو عبد المجيد بلغيث.
أما بعد, ليعلم الجميع أن سب النبي كفر و أن حكم نقله علي أوجه منها كما قال القاضي عياض المالكي في كتابه الشفا في حقوق المصطفي : أن يقول ذلك حاكيا عن غيره و آثرا له عن سواه فهذا  ينظر في صورة حكايته و قرينة مقاله : فإن كان أخبر به علي وجه الشهادة و التعريف بقائله و الإنكار عليه و التنفير منه و التجريح له فهذا مما ينبغي امتثاله و يحمد فعله . فصل حكم الناقل و الحاكي صفحة 636 من الكتاب المذكور .
يعني إلي ينقل كلام كيما هكا علي النبي فإنه لا يكفر بذلك شريطة أن تكون نيته التعريف بقائل الكلام وتنفير الناس منه والردّ على الشبهة و هذا مقصدنا إن شاء الله .
ثم ندخلو في صلب مقصد هذا المقال.. أدمين هذه الصفحة ما شاء عليه نقل الكلام هذا إلي هو الحديث المزعوم, لربما لقاه صدفة على الإنترنات أو قرأه في أحد الكتب وهذا مستبعد جدااااااااا لأن أمثال هذه المرويات لا توجد إلا بكتب التواريخ التي تحوي ما هب ودب وهذه الرواية بالذات ذكرها الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (5/297) ولا أعتقد انو مثل هؤلاء من الناس من النوع إلي يحل كتاب أو حتى لا أظلمهم لا اعتقد أنهم من النوع إلي يطّلع على كتب التراث الإسلامي. و المشكل موش في النقل برك.. الشخص هذا بنى فكرة و إستنتاجات وتقريرات وطاح يحلل ويعطينا في دروس في علم النفس و لم يتوقف هنا بل قام بنشر الرواية متفاعلا مع المتابعين له في صفحته بل كذلك محاولا إقناع الناس بأنهم أغبياء لتصديقهم مثل هذه الأشياء مستهزئا بأمة كاملة.
أولا نبدأ بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجاهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . الحجرات 6.
فبعيدا عن كلام هذا المدون تعالوا لنسمع أقوال أهل العلم الثقات و العدول في نقدهم لهذه الرواية وتعقيبهم عليها.
جاء هذا الحديث المزعوم كما ذكرنا سابقا في تاريخ بغداد للخطيب عن طريق محمد بن سليمان بن هشام حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله : " لما أسري بي إلي السماء: فصرت إلي السماء الرابعة سقط في حجري تفاحة, فأخذتها بيدي, فانفلقت, فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها: تكلمي, لمن أنت ؟ قالت: للمقتول شهيدا عثمان."
والذي غاب عن فكر صديقنا المدون أن درجة هذا الحديث الوضع, يعني أنه موضوع مكذوب على النبي صلي الله عليه و سلم و علة وضعه الراوي محمد بن سليمان بن هشام الذي أتهمه الخطيب و هو صاحب الكتاب الذي نقلت عنه الرواية بالكذب كما كذبه الذهبي في كتابه (ميزان الإعتدال) وقال فيه بن عدي "يوصل الحديث ثم يسرقه" ولربما بعضكم يتساءل لماذا نسلم برأي الخطيب والذهبي وغيرهم ومن هؤلاء أصلا؟ و الحقيقة أن هؤلاء هم علماء, أهل صنعة ومعرفة فيما يسمى علم مصطلح الحديث و علم مصطلح الحديث هذا هو علم يتناول دراسة الحديث من حيث الراوي والمروي فهو يهتم بنقل الحديث, ضبطه وتحرير ألفاظه ويهتم كذلك بحال الراوي والمروي من حيث قبول الحديث ورده, وهذا ما نحن بصدد مناقشته فهؤلاء العلماء إهتموا بأحوال رواة الأحاديث و مدى صدقهم وضبطهم, ومن خلال ذلك إستطعنا اليوم أن نفرق بين ماهو صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما هو كذب وإفتراء عليه وهذا هو حال الرواية المزعومة عن أدمين الصفحة الجاهل.
وبالتالي هذه الرواية هي حديث موضوع والحديث الموضوع هو كل ما نسب إلى النبي من قول وفعل أو تقرير أو صفة وأضيف إليه ولم يتكلم به ولم يصدر عنه وكان راويه وناقله كذابا. وبذلك أصبح الحديث الذي بنى عليه الأخ الأدمين أفكاره وأستشهد به ليستهزء بالنبي ودين الإسلام باطلا وليس له شيء من الصحة ..والحقيقة أن هذا حال العديد من الملحدين والعلمانيين الذين يأتون بأحاديث لا يعلمون صحتها من ضعفها ويستشهدون بها لدعم أقوالهم كحال الأدمين الذي ذكر إعتماد العقل والأساليب العلمية  إلا أنه بذكر هذا الحديث لم يعتمد منهجا علميا يسلم له  بتضعيف أو تصحيح هذا الحديث من حيث نسبته إلى النبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق