الأربعاء، 22 أغسطس 2012

الحرب قادمة فأغتسلوا


أكيد أنكم تذكرون أو ربما البعض منكم بعضا من مداخلاتي التي إعتبرتموها غريبة ومضحكة في وقت ما ثم أصبحت يقينا اليوم كحقيقة ثورة تونس وربيع الثورات العربي كذلك قصة تحرر ليبيا ومصر وما يحصل اليوم في سوريا. هذا ما جعلني اليوم أسبق كالعادة لكتابة هذا المقال وقدإخترت على غير العادة  أن أكتب باللغة العربية ليتمكن أصدقائي المنتمون إلى بلدان عربية مختلفة من قراءته وفهم فحواه، هذا المقال الذل سأعتبره من أهم بل أهم ما سأكتبه ليكون
بذاك شاهدا على عصري وموثقا لما سيحصل في العشر سنين القادمة. 

فل نستفتح بمقولة جميلة أسلوبا مخادعة مضمونا رأيتها في أحد الجرائد الأمريكية تقول " أنا ولدت في تونس، كبرت في مصر وترعرعت في ليبيا وها أنا اليوم أجاهد في سوريا..  أنا الحرية فأتركوني أتركوني يا أعداء الإنسانية" .   هذه المقولة التي أبدأ بها المقال تجعلني بالضرورة أنطلق من بلدي تونس التي سبق وأن كتبت عنها مقالا تجدونه في هذا الرابط:  http://miraamar.blogspot.com/2012/04/14-2011.html
وملخص ذلك المقال أن ما حصل في ليلة 14 جانفي 2011 كان إنقلابا لعبت الصدفة ضده مع تأطير إعلامي ممنهج ونتحدث هنا على قناة الجزيرة فتحول إلى ثورة شعبية تنادي بالحرية وبقية المبادئ الجميلة التي تعرفونها. وتزامنا مع مجموعة من الإحتجاجات في مصر بعد أن صور لهم نفس ذلك الإعلام الممنهج أن ما حصل بتونس هو ممكن أيضا في بلدهم، إشتعلت نار الفتنة وأصبحت مصر هي الهدف الثاني لمشروع كنا قد سمعنا عنه سنة 2005 بعد فشل حرب الولايات الأمريكية على العراق وسنأتي بذكر تفصيل لذلك فيما بعد. فنعود لمصر حيث إتفقت سلطتهم على تسليم الحكم سلميا مقابل توفير الحماية لهم وذلك ما حصل فعلا فحسني مبارك سلم السلطة للمجلس العسكري مقابل مجموعة من الضمانات تجعله وأولاده ينعمون بعيش كريم بعد الإتفاق على تمثلية لا تدوم كثيرا كمهزلة محاكمته ومرضه وبقائه بالمستشفى الخاص وسجن أبنائه.

قيام ضابطين بتأدية التحية العسكرية لجمال مبارك




وبعد نجاح المهمة بكل من تونس ومصر إتجهت الأطماع إلى ليبيا ولكن قبل ذلك تطلب من الولايات المتحدة الأمريكية طي صفحة "الإرهاب" وتلك التهديدات المزعومة ليأتي لاحقا نبأ غارة على الباكستان تم القضاء من خلالها على كذبة بن لادن و رمي جثته بالبحر.

الجزيرة دائما في الموعد لخدمة الأجندات الأمريكية الإسرائلية

 
ونعود بذلك لليبيا إذ تمت صفقة بيع وشراء بين الجهاز الأمريكي الملتحي المتأسلم (القاعدة) والنظام الأمريكي الصهيوني فكان الإتفاق يتلخص في تصفية القذافي وعائلته، حصول الإخوان الليبية على الحكم مقابل النفط .والرعاية الأمريكية وخدمة مصالح إسرائيل

إفتتاح سفارة اسرائيل في ليبيا





عود الآن إلى المخطط الذي كنا قد ذكرناه سابقا وسط المقال ومن خلاله ستتوضح لكم أكثر صورة ما كتب سابقا وما سمعتموه من الناس وبعض الصفحات المحترمة.. لذلك ادعوكم  الآن إلى سنة 1999 والذي له علاقة وطيدة بما يحصل بسوريا اليوم.
أنتم تعلمون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من الدول التي تقوم بصناعة الأزمات لتحلها فيما بعد لتظهر في شكل البطل أمام المواطنين الأمريكيين. وفي هذا الإطار جاءت فكرة  خلق ما يسمى "الإرهاب"  إذ أن هذا اللفظ لم يكن متداولا إلا بعد سنة 2001. حيث قامت الولايات الأمريكية بخلق مجموعة من المسلحين يهددون أمن أمريكا وبقية بلدان العالم تحت راية دينية .. وألبسواهذه المجموعة حلة اللحية والإسلام لتتماشى وثقافة ووضع البلدان المراد غزوها.
أوضح الكلام أكثر ، أمريكا دولة تدافع عن الحريات والديمقرطيات والإنسانية فلا يمكن لدولة بمثل هذا الإنضباط أن تهجم على دول بعيدة عنها آلاف الكيلومترات طمعا في نفطها وثروات أرضها.. فوجب إيجاد تعلة وعدو وهدف وذلك ما حصل فعلا: إذ قامت أمريكا بخلق أزمة الإرهاب التي تهدد أمنها وامن البلدان المجاورة ونتحدث هنا عن أحداث 11 سبتمبر 2001 وجعلت لهذه الظاهرة آلة مسؤولة تتمثل في "القاعدة" وجعلت لهذه الآلة شكلا وحلة وهدفا وهو محاربة كل بلد غير مسلم تحت راية الجهاد في سبيل الله. 

صورتان نادرتان تكشفان التاريخ الحقيقي لأسامة بن لادن : هكذا ولد من نطفة بريجنسكي وبويضة وكالة المخابرات المركزية

إلا أن ما حدث ميدانيا كفشل حرب العراق ومحاولة الدخول إلى لبنان جعل من الولايات المتحدة تبدأ جديا إعادة التفكير في مخطط جديد يمهد لها الحصول على مبتغاها. وهذا ما تحدث عنه أحد المحللين السياسيين توني كارتالوتشي وهو ما سماه المخطط الجديد للشرق الأوسط والذي يتمثل في طي صفحة الإرهاب وبن لادن والحرب ضد الإسلام وجعلهم حلفاء يخدمون مصالح أمريكا وإسرائيل من خلال تواجدهم بالسلطة.
وليكون المخطط عمليا أكثر قامت امريكا بإختيار بلد يكون خادما مخلصا لها ووسيطا ينتمي لثقافة البلدان المراد السيطرة عليها قريبا منهم ومجاورا لهم فشاءت الأقدار أن تكون قطر صاحبة الحظ إثر توقيع مجموعة من الإتفاقيات التي لا تخلوا من تنازلات أخجل حرجا من ذكرها.

قطر تعلن مد إسرائيل بالغاز بدلا من مصر

ونعود بذلك إلى ما يحدث بسوريا اليوم الذي هو لا يمثل إلا متابعة لما خطط له منذ 12 سنة ..ما يحصل بسوريا لا يمد للثورة بصلة ولعل إصرار الولايات المتحدة الأمريكية التدخل عسكريا أقوى دليل على مدى إنعدام النزاهة وخطورة الوضع بالشرق اليوم.. فهدف أمريكا في النهاية ليس إلا جعل سوريا بوابة للدخول لإيران والقضاء عليها.. لا أريد أن أقول انها حرب أديان وطوائف لكنها فعلا كذلك فمصلحة الإخوان اليوم القضاء على الشيعة من الناحية الدينية والسياسية ومن مصلحة أمريكا وإسرائيل القضاء على إيران وحزب الله لما يمثلونه من خطر يهدد عسكريا  السيطرة وتكنولوجيا وحتى ثقافيا أمن ومخطط إحتلال العالم. 







في النهاية أريد أن أقول إنك فعلا يا حرب ولدتي بتونس وكبرتي في مصر وترعرعتي في ليبيا ولكنك بإذن الله ستقبرين بسوريا وإلا فأغتسلوا إن الحرب قادمة!



ميرامار_Miramar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق